16 avril

16 افريل يوم العلم صور نادرة للعلامه عبد الحميد ابن باديس وحياته




هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمان بن بركات بن عبد الرحمان بن باديس الصنهاجي. ولد بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري يوم الأربعاء 11 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ 4 من ديسمبر 1889 م على الساعة الرابعة بعد الظهر، وسجل يوم الخميس 12 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ 5 ديسمبر 1889 م في سجلات الحالة المدنية التي أصبحت منظمة وفي أرقى صورة بالنسبة لذلك العهد كون الفرنسيين أتموا ضبطها سنة 1886 م. نشأ ابن باديس في بيئة علمية، فقد حفظ القرآن وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ثم تتلمذ على الشيخ أحمد أبو حمدان الونيسي، فكان من أوائل الشيوخ الذين كان لهم أثر طيب في اتجاهه الـديـنـي، ولا ينسى ابن باديس أبداً وصية هذا الشيخ له: "اقرأ العلم للعلم لا للوظيفة"، بل أخذ عليه عهداً ألا يقرب الوظائف الحكومية عند فرنسا. وقد عرف دائماً بدفاعه عن مطالب السكان المسلمين في قسنطينة.


 

يوم العلم محطة لاستذكار مجد العلماء و المصلحين

إرسال إلى صديق طباعة PDF

تحيي‮ ‬الجزائر في‮ ‬16‮ ‬أفريل من كل عام‮ ‬يوم العلم،‮ ‬حيث تجعله فرصة لتمجيد العلم والعلماء وتخليد ذكراهم والتذكير بأهم إنجازاتهم،‮ ‬وهي‮ ‬محطة للوقوف عند جهود الدولة الرامية إلى تدعيم وتشجيع التحصيل العلمي،‮ ‬كما أنها مناسبة لتثمين إسهامات العلامة الراحل رائد النهضة الجزائرية عبد الحميد بن باديس،‮ ‬الذي‮ ‬ساعد على إخراج‮ ‬الشعب الجزائري‮ ‬من الحصار وسياسة التجهيل التي‮ ‬فرضها عليه المستعمر الفرنسي‮ ‬آنذاك،‮ ‬وهي‮ ‬فرصة‮ ‬هامة من كل سنة،‮ ‬حيث تسمح للمواطن الجزائري‮ ‬والمثقف خصوصا بأن‮ ‬يمر عبر محطة تاريخية هامة ويسترجع الأحداث‮ ‬بهدف استخلاص العبر،‮ ‬وذلك لكونه حلقة وسطى بين الماضي‮ ‬والحاضر تربط بين الأجيال وتضمن تواصلهم المستمر مع خط الزمن،‮ ‬لتشبع بذلك مقتضيات الحاجة الإنسانية إلى الحرف والكلمة والمعلومة‮.‬

 

‭ ‬العلامة ابن باديس‮..‬جبل‮ ‬في‮ ‬العلم والنضال

 

ويصادف هذا الأسبوع‮ ‬يوم أطفأت شمعة رائد النهضة العلمية والثقافية والإصلاحية في‮ ‬الجزائر،‮ ‬العالم الفذ عبد الحميد بن باديس الذي‮ ‬رفض كل مساعي‮ ‬فرنسا للاندماج وأعلن شعاره بأن الجزائر عربية مسلمة‮ ‬،‮ ‬وهو رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي‮ ‬تأسست في‮ ‬العام‮ ‬1931،‮ ‬وكان لها‮ ‬بذلك دورا بارزا في‮ ‬إحياء عقول وضمائر الناس،‮ ‬وإنارة فكرهم‮ ‬وإصلاح ما اعترى البلاد في‮ ‬تلك الفترة العصيبة،‮ ‬فترة التكالب الاستعماري‮ ‬على بلادنا،‮ ‬ومحاولاته الحثيثة لسلخ كامل الأمة عن معتقدها الفكري‮ ‬والديني،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬لم‮ ‬يسمح بحدوثه علماء الأمة،‮ ‬وقدموا أنفسهم وأموالهم وأبنائهم فداء للوطن،‮ ‬فقد لا‮ ‬يكفي‮ ‬أن نتوقف عند إنجازاتهم الخالدة في‮ ‬يوم من كل سنة،‮ ‬لكن‮ ‬يكفيهم أن نمتثل بما امتثلوا به،‮ ‬ونحافظ على ما بنوه بكبح بؤر الجريمة والخلافات والفتن الاجتماعية والسياسية من أجل الحفاظ على الوحدة التي‮ ‬تقوي‮ ‬ساعد أي‮ ‬بلد،‮ ‬يحاول فيه في‮ ‬كل مرة فاشلة دعاة التفرقة و التكالب على السلطة والأيدي‮ ‬الخفية سواء الداخلية أو الخارجية نهشه‮.‬

 

الشيخ بن باديس‮..‬السياسي‮ ‬المحنك‮ ‬

 

وكان ابن باديس رجل سياسة من الطراز الأول،‮ ‬حيث استطاع استنباط خطاب السلف الصالح واستخلف ثلاثة عشر أصلا من أصول الولاية العامة في‮ ‬الإسلام،‮ ‬والتي‮ ‬تلتقي‮ ‬فيها أحكام الإسلام ومقاصده وقيمه بمبادئ الديمقراطية،‮ ‬التي‮ ‬يمكن أن تساهم في‮ ‬قيام أنظمة عادلة تستند إلى القيم الإسلامية وتستلهم المبادئ والآليات الديمقراطية،‮ ‬التي‮ ‬طورتها التجربة البشرية على مدار التاريخ،‮ ‬كما أن العلامة عمد إلى‮ ‬تفسير كيفية دعم الإسلام للكرامة البشرية وحقوق الإنسان والسبل التي‮ ‬تمكن المواطن من المساهمة في‮ ‬العملية الديمقراطية بكل حرية ومساواة وتسامح واحترام الآخر والقبول بالتنوع والاختلاف وإدارة الحوار بشكل سلمي،‮ ‬ومن ثم فإن الديمقراطية كانت الجوهر والأساس عنده في‮ ‬مواجهة السلطة الاستعمارية ومخططاتها من جهة والانحطاط الذي‮ ‬أصاب الأمة آنذاك،‮ ‬ويُعدّ‮ ‬الجانب التعليمي‮ ‬والتربوي‮ ‬من أبرز مساهمات ابن باديس التي‮ ‬لم تقتصر على الكبار،‮ ‬بل شملت الصغار أيضًا،‮ ‬وتطرقت إلى إصلاح التعليم تطوير ومناهجه،‮ ‬وكانت المساجد هي‮ ‬الميادين التي‮ ‬يلقي‮ ‬فيها دروسه،‮ ‬مثل الجامع الأخضر،‮ ‬ومسجد سيدي‮ ‬قموش،‮ ‬والجامع الكبير بقسنطينة،‮ ‬وكان التعليم في‮ ‬هذه المساجد لا‮ ‬يشمل إلا الكبار،‮ ‬في‮ ‬حين اقتصرت الكتاتيب على تحفيظ القرآن للصغار،‮ ‬فعمد ابن باديس إلى تعليم هؤلاء الصغار بعد خروجهم من كتاتيبهم‮.‬

 

 

ثورة كبيرة في‮ ‬مجال البحث العلمي

 

‭ ‬وعلى خطى العلامة عبد الحميد ابن باديس أولى‮ ‬الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اهتماما كبيرا بالعلم‮ ‬والعلماء منذ وصوله إلى سدة الحكم بحيث سخر كل إمكانيات الدولة الجزائرية المادية والبشرية لخدمة القطاع‮ ‬والعمل على تطويره لما له من علم حول أهميته في‮ ‬بناء القادة المستقبليين للوطن،‮ ‬وما تشير إليه الإحصائيات المقدمة ليست إلا نتائج لإحدى عشرة عاما قضاها رئيس الجمهورية في‮ ‬قيادة البلاد إلى صواب الاختيار،‮ ‬فقد بادرت الجزائر في‮ ‬العقد الأخير إلى مواصلة الإصلاحات ضمن مخطط خماسي‮ ‬بغرض بناء قاعدة حضارية صلبة،‮ ‬تمكن الجزائر من التموقع داخل المنظومة الدولية الحديثة،‮ ‬بشيء من الفاعلية،‮ ‬وهو ما وضع له الرئيس عدد من المحاور أهمها إيلاء التعليم العالي‮ ‬دوره الأساسي‮ ‬في‮ ‬الاضطلاع بحل مشكلات البلاد،‮ ‬والدفع‮ ‬بأداء المنظومة التربوية إلى الأمام‮.‬

 

برامج تواكب التطور العالمي‮ ‬

‭ ‬

تطلع مبدأ المقاربة بالكفاءات في‮ ‬تقديم البرامج التربوية قائمة الإصلاحات المسطرة،‮ ‬والتي‮ ‬ترتكز حوله جميع البرامج المقررة من طرف المختصين على مستوى ما‮ ‬يعرف باللجنة الوطنية للمناهج والبرامج،‮ ‬وكذا الطرق المستحدثة في‮ ‬عملية التعليم،‮ ‬على اعتبار أنها تسمح للتلميذ بالمشاركة في‮ ‬تقديم الدرس من خلال دفعه للبحث عن المعلومة،‮ ‬وعدم الاكتفاء بما‮ ‬يقدمه المعلمون والأساتذة الذين‮ ‬يحول دورهم إلى التوجيه والتقويم،‮ ‬وهو العامل الذي‮ ‬سيعمل على توسيع إدراك التلميذ وإطلاق العنان لخياله العلمي،‮ ‬سيما بعد تزويد المدرسة الجزائرية بالتكنولوجيا‮ ‬الحديثة،‮ ‬التي‮ ‬تسمح للتلميذ بولوج عالم المعلوماتية والعلوم المتنوعة والتفتح على إنجازات الخبراء،‮ ‬حيث‮ ‬يترقب في‮ ‬جوان‮ ‬2010‮ ‬تتويج المنظومة التربوية بامتحان في‮ ‬الإعلام الآلي‮ ‬في‮ ‬شهادة التعليم المتوسط،‮ ‬كما سيتم إدراجها في‮ ‬شهادة البكالوريا لدورة‮ ‬2012‭ ‬كمادة مستقلة،‮ ‬وتحسبا لهذا سيتم تجهيز كل الإبتدائيات بمخابر تضم أجهزة للإعلام الآلي‮ ‬تدرس فيها المادة لساعة أسبوعيا،‮ ‬بالإضافة إلى تعميمها على الإكماليات وتدعيم الثانويات بمخابر إضافية التي‮ ‬ستستفيد من ساعتين تدريس في‮ ‬المادة،‮ ‬كما‮ ‬يعمد القائمون وبرعاية خاصة من طرف رئيس الجمهورية إلى وضع برامج خاصة عبر شبكات الانترنت تمكن الأولياء من الإطلاع‮ ‬على الدروس والتمارين المقدمة لأولادهم وتمكينهم من معرفة النتائج المتحصل عليها دون عناء التنقل إلى المؤسسة التربوية‮.‬

 

هياكل بيداغوجية في‮ ‬المستوى

 

أما في‮ ‬إطار المنجزات والهياكل‮ ‬فقد تم إنجاز قرابة‮ ‬4000‮ ‬مدرسة ابتدائية وحوالي‮ ‬2000‭ ‬إكمالية وأكثر من‮ ‬550‮ ‬ثانوية‮ ‬يضاف إليها ما بذل من جهود في‮ ‬مجالي‮ ‬النقل والإطعام المدرسيين،‮ ‬فيما شهد قطاع التكوين المهني‮ ‬فتح أكثر من‮ ‬260‮ ‬مؤسسة،‮ ‬أما‮ ‬في‮ ‬التعليم العالي‮ ‬فقد تم تسجيل إنجاز أكثر من‮ ‬600‭.‬000‮ ‬مقعد بيداغوجي‮ ‬وقرابة‮ ‬300‭.‬000‮ ‬بقعة إيواء لفائدة الجامعة التي‮ ‬تجاوز فيها عدد الطلبة المليون،‮ ‬بالإضافة إلى‮ ‬19‮ ‬مؤسسة جامعية تمت ترقيتها إلى جامعات جديدة،‮ ‬و سيشهد قطاع التعليم العالي‮ ‬والبحث العلمي‮ ‬بالجزائر في‮ ‬السنوات القادمة تدعيم طاقاته الاستيعابية،‮ ‬من خلال إنجاز عدد من الوحدات الجامعية الجديدة منها كلية للحقوق بسعيد حمدين ببئر مراد رايس،‮ ‬والتي‮ ‬تتسع لـ‮ ‬10‮ ‬آلاف مقعد بيداغوجي‮ ‬وكلية للطب بابن عكنون تتسع لـ‮ ‬10‮ ‬آلاف مقعد وكلية الإعلام والاتصال بحيدرة تسع لـ‮ ‬2000‭ ‬مقعد بيداغوجي‮ ‬ومعهد عال للتجارة بحيدرة‮ ‬يتسع لـ‮ ‬1000‮ ‬مقعد‮.‬

 

‭ ‬توفير كل الإمكانيات

 

وبهذا تكون قد تحققت في‮ ‬هذه الفترة أهداف إصلاح المنظومة التربوية،‮ ‬وذلك بعد خمس سنوات فقط من الشروع في‮ ‬العملية التي‮ ‬بادر إليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة،‮ ‬حيث تم تطبيق الإصلاح كلية في‮ ‬مجالات هيكلة التعليم وإعادة النظر في‮ ‬البرامج والمناهج وتكوين الأساتذة،‮ ‬كما مكّن إصلاح الكتاب المدرسي‮ ‬من توفير كتب ذات نوعية وبكميات كافية وأحيانا إضافية والتي‮ ‬سمحت بسد كل احتياجات التلاميذ،‮ ‬كما سمح البرنامج لـ‮ ‬71‮ ‬بالمائة من التلاميذ عبر ولايات الوطن بالاستفادة من الإطعام المدرسي‮ ‬سيما بولايات الجنوب والهضاب العليا،‮ ‬والذي‮ ‬ينتظر أن تصل نسبته إلى حدود‮ ‬90‮ ‬بالمائة في‮ ‬السنوات القليلة القادمة‮.‬

 

الجزائر‮ ‬بدون أمية

 

شرعت الجزائر في‮ ‬العقد الأخير في‮ ‬تنفيذ إستراتيجية وطنية للقضاء على الأمية‮ ‬،‮ ‬وتهدف هذه الإستراتيجية إلى خفض معدلاتها إلى حدود النصف بحلول سنة‮ ‬2016،‮ ‬وتعول الجزائر في‮ ‬برنامجها هذا على مختلف الهيئات والجمعيات المدنية لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه الإستراتيجية،‮ ‬وإشراكها ميدانيا للقضاء نهائيا على هذه الظاهرة التي‮ ‬حتمتها سنوات من سياسة التجهيل التي‮ ‬فرضها المستعمر الفرنسي،‮ ‬وتابعها على خطاه‮ ‬الإرهابيون المتطرفون الذين أرادوا حياكة مؤامرات عدة ضد دولة الشهداء،‮ ‬وتجهيل أبناء شعبها لولا وقوف أصحاب الحق حكومة وشعبا وتصدوا لهذه المحاولات‮ ‬الواهية بحنكة العلماء والخبراء السياسيين،‮ ‬حيث‮ ‬يصل معدل التسجيل بأقسام محو الأمية المندرجة في‮ ‬إطار هذه الإستراتيجية إلى‮ ‬500‭ ‬ألف مسجل سنويا،‮ ‬وقد بدأت هذه الإستراتيجية تؤتي‮ ‬ثمارها،‮ ‬بدليل الانخفاض المستمر المسجل ضمن إحصائيات توضح نسبة الأمية في‮ ‬وسط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين سن‮ ‬15‮ ‬و25‮ ‬سنة،‮ ‬ويتواصل‮ ‬العمل الدءوب من خلال البرامج الحديثة في‮ ‬مجال التعليم في‮ ‬سبيل القضاء على هذه الظاهرة كليا في‮ ‬الجزائر‮.‬

 

المواصلة على درب الأجداد واجب‮ ‬

 

ومن هذا المنطلق فعلى الآباء والأمهات مسؤولية كبيرة في‮ ‬تعليم أولادهم محبة العلم وأهله وترسيخها فيهم باعتبارها ضرورة تتطلبها متغيرات العصر والنظم العالمية المتبعة خاصة في‮ ‬مجال الشغل،‮ ‬والمهم أن‮ ‬يعمل أرباب الأسر المدنية والتربوية على‮ ‬رفع المستوى الثقافي‮ ‬للمتمدرسين،‮ ‬والرقي‮ ‬بهم عن كل الأفكار السلبية التي‮ ‬تحيط بهم في‮ ‬مجتمعات قاست من ويلات الإرهاب،‮ ‬وسمح بعض أفرادها لأنفسهم بالتخلي‮ ‬عن أحلامهم العلمية بكل بساطة،‮ ‬ثم‮ ‬يحملون الدولة والمجتمع مسؤولية بطالتهم وفقرهم‮..‬؟،‮ ‬وتبعا لهذا على الشباب الطموح في‮ ‬مستقبل زاهر وعلى عدة مستويات أن‮ ‬يكد ويجتهد في‮ ‬المجال الذي‮ ‬يريد الرقي‮ ‬فيه،‮ ‬ويصنع لنفسه إسما في‮ ‬خانة الكبار،‮ ‬والأكيد أن ذكريات العناء ستزول بأول نتيجة إيجابية تحقق على المستوى العلمي‮ ‬والعملي،‮ ‬ولا‮ ‬يخفى‮ ‬أن التلاميذ في‮ ‬هذه الأيام طالما تتعدد شكاويهم بخصوص المعلمين خصوصا المبتدئين منهم،‮ ‬وقد‮ ‬يكون لهم بعض الحق في‮ ‬بعض التجاوزات الحاصلة في‮ ‬هذه المهنة،‮ ‬و الذي‮ ‬يرجع في‮ ‬بعض الأحيان إلى ضعف مستوى المعلم وشروطه التي‮ ‬يفرضها في‮ ‬أقسام الدراسة،‮ ‬خصوصا بعد البرنامج الذي‮ ‬أثقل كاهل التلاميذ بمحافظ‮ ‬تزيد عن أوزانهم بعدة كيلوغرامات،‮ ‬ناهيك عن جملة التمارين التي‮ ‬تثقل عقولهم وقد لا‮ ‬يستوعبون منها إلا القليل،‮ ‬ورغم ذلك‮ ‬يتوجب احترام المعلم وتقديره والأخذ بيده ومساعدته على التأقلم‮ ‬ليكون معلماً‮ ‬جيدا،‮ ‬ولن‮ ‬يتحقق ذلك إلاًَ‮ ‬بالتقويم المستمر وتقديم البرامج التدريبية وعقد المؤتمرات والندوات لتنمية قدراته وتطويرها،‮ ‬وعلى الطالب المجتهد أن لا‮ ‬يسمح لأي‮ ‬ظرف من الظروف أن‮ ‬يثنيه عن هدفه،‮ ‬بحيث ستعمل هذه الصعوبات على تقوية عوده وتوسيع خبراته في‮ ‬الحياة،‮ ‬والتي‮ ‬سيتمكن من خلالها‮ ‬يوما ما من تبوء المراكز القيادية في‮ ‬بلده الجزائر‮.

 

 

 

بسم الله والسلام على رسول الله وبعد:
الإحتفال بيوم العلم في الجزائر يصادف ذكرى وفاة العلامة عبد الحميدابن باديس الذي أفنى حياته في سبيل خدمة العلم
و محاربة الإستعمار الفرنسي الغاشم و هو الذي أنشأ جمعية
العلماء المسلمين الجزائرية والتي ساهمت في الحفاظ على الهوية
الوطنية للشعب الجزائري و الدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف الذي سعى الإستعمار لطمسه و القضاء عليه في إطار الحروب الصليبية
فلا غرابة في أن يرتبط يوم العلم بهذه الشخصية الفذة و الفريدة من نوعهاوحبذا لو إرتبط يوم العلم بيوم مولده لا بيوم وفاته فحياته سخرها للعلم أخذا وعطاء . أما عن كيفية الإحتفال بهذا اليوم فأقترح أن تعقد مؤتمرات وندوات للتعريف بالعلامة ابن باديس من أجل إحياء تراثه و أفكاره النيرة من أجل شحذ الهمم لبناء الوطن لا لهدمه ومن أجل نشر العلم الشرعي الذي سعى الإمام لإحيائه في المساجد والمدارس والمعاهد...
وإليك نبذة عن حياة العلامة إبن باديس:

نبذة عن حياة ابن باديس
بقلم عبد المالك حداد

اسمه ونسبه :
هو عبد الحميد بن محمّد المصطفى بن المكّيّ بن محمّد كحول سليل الجدّ الأعلى "مناد بن منقوش" كبير قبيلة تَلْكَاتَة (أو تُلُكّاتة أو تْلَكّاتة) وهي فرع من أمجاد صنهاجة أشهر القبائل البربرية في الجزائر والمغرب الإسلامي.
ونسب أُسْرَتِهِ عريق في الشرف والمكانة، مشهور بالعلم والثراء والجاه، عرفت منه شخصيات تاريخية كبيرة من أبرزها "المعزّ لدين الله بن باديس" أشهر حكام الدّولة الصّنهاجيّة التي عرفت باسم دولة "بني زيري" نسبة إلى الأمير "بلكّين بن زيري بن مناد الصّنهاجيّ".
كما عُرفت شخصيات أخرى من نسبه العريق، حتى أن "ابن خلدون" حكا أنه اجتمع أربعون عمامة من أسرة "بن باديس" في وقت واحد في التّدريس والإفتاء والوظائف الدينية، وتكاد تكون وظيفة القضاء في قسنطينة قاصرة على علماء هذه الأسرة زمنا طويلا; من أشهرهم القاضيان "أبو العبّاس حميدة بن باديس"، وجده لأبيه "المكّيّ بن باديس".
وَالِدُهُ "محمّد المصطفى بن باديس" صاحب مكانة مرموقة بين جماعة الأشراف، تبوأ منصب النائب المالي والعَمَالي بقسنطينة، وعضوا في المجلس الجزائري الأعلى وباش آغا شرفياً، ومستشاراً بلدياً بمدينة قسنطينة; وشحت فرنسا صدره بميدالية "بوسام الاحترام" من رتبة أوفيسي (مفتش). ويعود إليه الفضل في إنقاذ سّكّان منطقة واد الزناتي من الإبادة الجماعية عام 1945 م على إثر حوادث 8 ماي المشهورة. وقد اشتغل كذلك بالفلاحة والتجارة، وأثرى فيهما.
وَالِدَتُهُ "زهيرة بنت علي"; كريمة من كرام عائلة "ابن جلول" المعروفة بالعلم والصلاح والثراء في مدينة قسنطينة، وهي من قبيلة "بني معاف" المشهورة في جبال الأوراس.
مولده :
وُلِدَ الشّيخ عبد الحميد بن باديس يوم الأربعاء الحادي عشر من ربيع الثاني سنة 1307 ﻫ الموافق للرابع من ديسمبر سنة 1889 م بمدينة "قسنطينة"،وهو الولد البِكر لأبويه.
نشأته وتعليمه :
نشأ الشّيخ ابن باديس في أحضان أسرة متمسكة بالدين والمحافظة على القيام بشعائره، وحرصا على تنشئة أبنائها على أساس تربية إسلامية وتقاليد أصيلة; عهد به والده وهو في الخامسة من عمره إلى الشّيخ "محمّد بن المدَّاسي" أشهر مُقرئي بقسنطينة، فحفظ القرآن وتجويده وعمره لم يتجاوز الثالثة عشرة سنة.. ولما أبدى نجابة في الحفظ وحسن الخلق، قدّمه ليؤم المصلين في صلاة التراويح لمدّة ثلاثة سنوات متوالية في الجامع الكبير. ثم تلقى منذ عام 1903 م مبادئ العلوم العربيّة والشّرعيّة بجامع "سيدي محمّد النجار" من العالم الجليل الشّيخ "حمدان الونيسي" وهو من أوائل الشيوخ الذين لهم أثر طيب في حياته.
وفي سنة 1908 م سافر إلى تونس ليكمل تعليمه ويوسع معارفه بجامع الزّيتونة، فتتلمذ على صفوة علمائه ومشاهير الأعلام أمثال الشّيوخ : "محمّد النّخليّ القيروانيّ"، و"محمّد الطّاهر بن عاشور"، و"محمّد الخضر بن الحسين"، و"محمّد الصادق النيفر" والأستاذ "البشير صفر".. وبعد ثلاث سنوات من الجد والاجتهاد نال (عام 1911 م) شهادة التّطويع (العَالِمِيَّة) وكان ترتيبه الأوّل بين جميع الطّلبة الناجحين، وهو الطالب الجزائريّ الوحيد الذي تخرّج في تلك الدّورة ثّم بقي بتونس عاماً بعد تخرّجه يُدَرّس ويَدرس على عادة المتخرجين في ذلك العهد.
رحلته إلى الحجاز :
لم يكن للشّيخ ابن باديس من غرض بعد عودته من تونس إلا الانتصاب للتّعليم في مسقط رأسه "قسنطينة"، فباشر إلقاء الدّروس من كتاب "الشّفا" للقاضي عياض في الجامع الكبير، لكنّه سرعان ما منع من الإدارة الفرنسيّة بسعي المفتى في ذلك العهد; بعدها عزم على أداء فريضة الحجّ عام 1913 م.
وبعد أداء مناسك الحجّ زار المدينة المنوّرة ومكث بها ثلاثة أشهر، تعرّف فيها على الشّيخ "محمّد البشير الإبراهيميّ" وقضا معه ليالي تلك الأشهر الثلاثة كلها في وَضْع البرامج والوسائل التي تنْهَضُ بها الجزائر. كما أتيح له أن يتّصل بشّيخه "حمدان الونيسي" والتقى بمجموعة من كبار العلماء منهم الشّيخ "حسين أحمد الفيض أبادي الهنديّ"، وألقى بحضورهم على مشهد كثير من المسلمين درساً في الحرم النّبويّ.
وفي تلك الفترة وجد الشّيخ ابن باديس نفسه بين خيارين، إما أن يلبي دعوة شيخه "الونيسي" في الإقامة الدائمة بالمدينة وقطع كل علاقة له بالوطن، وإما أن يأخذ بنصيحة الشّيخ "حسين أحمد الهندي" بضرورة العودة إلى وطنه وخدمة الإسلام فيه والعربية بقدر الجهد.. فاقتنع برأي الشّيخ الثاني، وقرر الرجوع إلى الوطن بقصد خدمته.
وعند رجوعه، عرج على مصر، زار جامع الأزهر الشريف بالقاهرة ووقف على نظام الدراسة والتّعليم فيه، ثم زار مفتي الدّيار المصريّة الشّيخ "محمّد بخيث المطيعيّ" في داره بحلوان رفقة صديقه "إسماعيل جغر" المدرس بالأزهر، قدم له كتاب من شيخه "الونيسي" فأحسن استقباله وكتب له إجازة في دفتر إجازاته بخط يده.
نشاطه الإصلاحي :التربية والتّعليم :أولى الشّيخ ابن باديس التربية والتّعليم اهتماماً بالغاً ضمن برنامج الحركة الإصلاحية التي قادها ووجهها، فالتربية عنده هي حجر الأساس في كل عمل بنائي، لذلك أعطاها كل جهده ووقته، فبدأ نشاطه التّربوي والتّعليمي بالجامع الأخضر أوائل جمادى الأول 1332 ﻫ / 1914 م، يدرّس الطلبة كامل النّهار وفق برنامج مسطر لكل مستوى، ويلقي دروساً في تفسير القرآن، والحديث النبوي الشريف من الموطأ بالإضافة إلى الوعظ والإرشاد لعامة الناس في المساء، ويخص صغار الكتاتيب القرآنية بعد خروجهم منها بجملة من دروسه. ثم وسع نشاطه بإلقاء دروس في مسجد سيدي قموش ومسجد سيدي عبد المؤمن، وقام في أيام الراحة الأسبوعية وأيام الإجازة الصيفية بجولات لمختلف مناطق القطر.
وبعد بضع سنوات من التّعليم المسجدي رأى جماعة من الفضلاء المتصلين به تأسيس مكتب يكون أساساً للتّعليم الابتدائي العربي سنة 1926 م، انبثقت عنه سنة 1930 م مدرسة جمعيّة التربية والتّعليم الإسلامية. ودعا الجزائريّين إلى تأسيس فروع لها في أنحاء الجزائر.
وحرصا منه على رعاية الطلبة كوّن لجنة للعناية بهم ومراقبة سيرهم والإشراف على الصندوق المالي المخصص لإعانتهم، وأرسل المتفوقين والقادرين منهم على مواصلة الدارسة العليا إلى جامع الزّيتونة والأزهر. وحثّ على تعليم المرأة، وأولى تعليمها اهتماماً كبيراً، فألقى دروس وعظ خاصة للنساء بالجامع الأخضر، وخص البنات بدروس في مدرسة جمعيّة التربية والتّعليم، وأقر لهن مجانية التّعليم، وسعى لتمكينهن من مواصلة التّعليم الثانوي والعالي في المشرق العربي.
وفي سبيل إصلاح التّعليم وترشيد المناهج التّربوية في الجزائر دعا رجال التربية والتّعليم إلى مؤتمر عقد عام 1937 م بنادي الترقّي لتبادل الآراء فيما يهم التّعليم العربي الحر ومدارسه ومساجده ونظمه وأساليبه. كما شارك في محاولة إصلاح التّعليم في جامع الزيتونة بتونس، وبعث بمقترحاته إلى لجنّة وضع مناهج الإصلاح التي شكّلها حاكم تونس عام 1931 م، وتضمن اقتراحه خلاصة آرائه في التربية والتّعليم.
الصحافة :
رأى الشّيخ ابن باديس أن حركة الإصلاح يجب ألا تقتصر على التربية والتّعليم، فأعلن على دخول عالم الصحافة لدى تأسيسه جريدة "المنتقد" عام 1925 م، رغم بدايات أولى له سبقتها في ممارسة العمل الصحفي بدأها بنشر مقالات في جريدة "النّجاح" لأول عهدها أمضاها باسم مستعار هو (القسنطيني أو العبسي).
ولكن "المنتقد" لم تعش طويلاً نظراً لجرأتها ولهجتها الحارة في ذلك العهد، أوقفتها الإدارة الاِستعماريّة بعد ظهور ثمانية عشر عدداً، فخلفتها جريدة "الشّهاب" التي ظلت تصدر أسبوعيّاً طوال أربع سنوات ثم حولها إلى مجلّة شهرية منذ فبراير 1929 م. وحتى يوفر أقصى ما أمكنه من شروط نجاح واستمرارية نشاطه الصحفي من بدايته، أسس "المطبعة الإسلامية الجزائرية" التي طبع فيها جرائده وجرائد جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين الأربعة التي أشرف عليها وهي : السّنّة المحمّديّة، والشّريعة المطهّرة، والصّراط السّويّ، والبصائر.
إسهاماته السياسية :تتعدد جوانب النضال الإصلاحي للشّيخ ابن باديس، ويُعد الجانب السّياسيّ في شخصيته من أبرز هذه الجوانب، وقد أسهم بآرائه وأطروحاته في الفكر السّياسيّ بالحديث عن قضايا الأمة الكبرى التي أعطاها كل حياته، ومن مواقفه السياسية :
- استخلاص لأصول الولاية (الحكم) في الإسلام، نشرها عام 1931 م.
- دوره في إخماد نار الفتنة بين اليهود والمسلمين (فاجعة قسنطينة) صيف 1934 م.
- الدعوة إلى عقد مؤتمر إسلامي والمساهمة فيه شهر جوان 1936 م.
- مشاركته ضمن وفد المؤتمر إلى باريس في شهر جويلية 1936 م.
- موقفه السّياسيّ من وعود حكومة فرنسا.
- محاورة لجنة البحث في البرلمان الفرنسي في شهر أبريل 1937 م.
- دعوة النواب إلى مقاطعة المجالس النيابية في شهر أوت عام 1937 م.
- نداءه لمقاطعة الاحتفالات القرنية لاحتلال مدينة قسنطينة خريف 1937 م.
- موقفه من قانون 8 مارس 1938 م.
- موقفه من إرسال برقية التضامن مع فرنسا ضد التهديد الألماني.
- تقديم العرائض والاحتجاجات.
- مقاومة سياسة الاندماج والتجنيس.
- الوقوف في وجه المحاولات الهادفة إلى زعزعة الوحدة الوطنية.
- اهتمامه بقضايا العالم الإسلامي.
- رأيه في الحرية والاستقلال.
ابن باديس وجمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين :فكر الشّيخ ابن باديس، بدءا من سنة 1913 م - خلال إقامته بالمدينة المنورة - في تأسيس جمعيّة، ومع رفيق دربه الشّيخ الإبراهيميّ وضع الأسس الأولى لها، وبقصد تحضير التأسيس جمعتهما عدة لقاءات منذ عام 1920 م، وتمهيدا لبعثها طلب من الشّيخ الإبراهيميّ عام 1924 م وضع القانون الأساسي لجمعيّة تجمع شمل العلماء والطلبة وتوحد جهودهم باسم "الإخاء العلمي" يكون مركزها العام بمدينة "قسنطينة"، إلا أن حدوث حوادث عطلت المشروع.
ثم توالت بعدها الجهود لتأسيس جمعيّة، ومن الإسهامات التي هيأت الجو الفكري لها، دعوات الشّيخ ابن باديس العلماء في جريدته "الشّهاب" إلى تقديم اقتراحات.. تلتها سنة 1928 م دعوته الطلاب العائدين من جامع الزيتونة والمشرق العربي لندوة، سطروا خلالها برنامجا يهدف إلى النهوض بالجمعيّة المزمع تأسيسها. وفي نفس الفترة برز "نادي الترقّي" كمركز ثقافي ذا تأثير وملتقى للنخبة المفكرة في الجزائر، ومن منطلق رسالته الهادفة طلب الشّيخ ابن باديس من مؤسسيه تكوين لجنة تأسيسية ترأسها "عمر إسماعيل"، تتولى التحضير لتأسيس الجمعيّة.
وبعد مرور قرن كامل على الاحتلال الفرنسيّ للجزائر (1830 – 1930 م)، واحتفال الفرنسيين بذلك، تضافرت ظروف وعوامل كثيرة، ساهمت جميعها في إظهار "جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين" التي تأسست يوم الثلاثاء 05 من ماي 1931 م في اجتماع بنادي الترقّي لاثنان وسبعون من علماء القطر الجزائري ومن شتى الاتجاهات الدينية والمذهبية. وانتخب الشّيخ ابن باديس رئيساً لها والبشير الإبراهيميّ نائبًا له.
وفاته وآثاره العلمية :
توفّي الشّيخ ابن باديس مساء يوم الثلاثاء 9 ربيع الأول سنة 1359 ﻫ الموافق 16 أبريل 1940 م، بمسقط رأسه مدينة "قسنطينة" متأثرًا بمرضه، وقد شيّعت جنازته عصر اليوم التالي لوفاته، وحمل جثمانه إلى مثواه الأخير طلبة الجامع الأخضر دون غيرهم وسط جموع غفيرة زادة عن مائة ألف نسمة، جاءوا من كافة أنحاء القطر الجزائري.
تأثر لوفاته جميع أفراد الشعب الجزائري، وقال الشّيخ العربي التبسي في تأبينه : "لقد كان الشّيخ عبد الحميد بن باديس في جهاده وأعماله، هو الجزائر كلها فلتجتهد الجزائر بعد وفاته أن تكون هي الشّيخ عبد الحميد بن باديس". ومن بين من خلد هذا المصاب الجلل في إبانه شاعر الجزائر الكبير محمد العيد آل خليفة بقصيدة مما جاء فيها :
يـا قبر طبت وطـاب فـيـك عبير هـل أنـت بالضيف العـزيز خبير ؟
هـذا (ابن باديس) الإمـام المرتضى (عبد الحميد) إلى حـمـاك يصـير
العـالم الفذ الذي لعلومـه صِيتٌ بأطـراف البـلاد كبير
بعث الجزائر بعد طـول سباتها فالشعب فيها بالحيـاة يصـير
إلى أن يقول :
نم هـادئا فالشعب بعـدك راشــــد يختـط نهجـك في الهـدى ويسير
لا تخش ضيعة ما تركت لنا سـدى فالـوارثـون لمــا تركـــت كثير

لقد ترك الشّيخ ابن باديس آثارا كثيرا كانت حصيلة نضاله، ولله الحمد أن سخر له أحباباً جمعوا تلك الأعمال ونشروها هي:
1- رسالة جواب عن سوء مقال (نشرها سنة 1922 م).
2- العواصم من القواصم (كتاب لابن العربي وقف على طبعه وتصحيحه في جزأين - الجزء الأول 1345 ﻫ /1926 م - الجزء الثاني 1946 ﻫ /1927 م).
3- تفسير ابن باديس (طبعه أحمد بوشمال سنة 1948 م، ثم طبعه تلميذه محمّد الصالح رمضان ومحمّد شاهين في كتاب عنوانه "تفسيرُ ابن باديس في مجالس التذكير" سنة 1964 م، ثم طبعته وزارة الشؤون الدينية بالجزائر سنة 1982 م في كتاب عنوانه "مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير").
4- مجالس التذكير من حديث البشير النذير (طبعته وزارة الشؤون الدينية بالجزائر سنة 1983 م، وسبق لمحمّد الصالح رمضان طبعه عام 1965 م بعنوان "من الهدي النبوي").
5- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية (طبعه محمّد الصالح رمضان سنة 1963 م، كما طبعه الشّيخ محمّد الحسن فضلاء سنة 1984 م).
6- رجال السلف ونساؤه (طبعه محمّد الصالح رمضان وتوفيق محمّد شاهين سنة 1965 م)
7- مبادئ الأصول (حققه الدكتور عمار طالبي ونشره سنة 1988 م، كما درسه وحققه الشّيخ أبي عبد المعز محمّد علي فركوس، وقدمه للطبع والنشر سنة 2001 م بعنوان "الفتح المأمول في شرح مبادئ الأصول").
أما باقي الآثار الأخرى فقد نشرت كلها في شكل مقالات ومحاضرات وخطب وقصائد شعرية في صحف "النّجاح" و"المنتقد" و"الشّهاب" و"السّنّة المحمّدية" و"الشّريعة المطهّرة" و"الصّراط السّويّ" و"البصائر".